* الهيثم بن جميل البغدادي أبو سهل الحافظ نزيل إنطاكية
ثقة صاحب سنة يغلط على الثقات قال سفيان بن محمد المصيصي شهدت الهيثم بن جميل وهو يموت وقد سجي نحو القبلة فقامت جاريته تغمز رجليه أي لترى صحوه فقال اغمزيهما فالله يعلم أنه ما مشتا إلى حرام قط
رحل وتجول في طلب الحديث وتحمل الكثير قال ابن سعد سمعت موسى بن داود يقول
أفلس الهيثم بن جميل في طلب الحديث مرتين وفى سنة 213 رحمة الله تعالى
* عقوب بن سفيان بن جوان الفسوي المحدث الحافظ
كان ممن جمع وصنف مع الورع والنسك والصلابة في التمسك بالسنة قال الحاكم فأما سماعه ورحلته و أفراد حديثه فأكثر من أن يمكن ذكرها
وقال أبو عبد الرحمن النهاوندي سمعت يعقوب بن سفيان يقول كتبت عن ألف شيخ وكسر كلهم ثقات
وقال يعقوب أيضا قمت في الرحلة ثلاثين سنة وقال أبو زرعة الدمشقي قدم علينا رجلان من نبلاء الناس أحدهما و أرحلهما يعقوب ابن سفيان يعجز أهل العراق أن يروا مثله ،مات سنة سبع وسبعين ومائتين
قال عبدان بن محمد المروزي رأيت يعقوب بن سفيان في النوم فقلت ما فعل الله تعالى بك قال غفر لي وأمرني أن أحدث في السماء كما كنت أحدث في الأرض
ومن عنايات الله بهذا الأمام في طلبه للحديث هذا الحديث الذي أخبر به عن نفسه نسوقه عبرة لطلاب العلم
قال محمد بن يزيد العطار سمعت يعقوب بن سفيان يقول كنت في رحلتي فقلت نفقتي فكنت أدمن الكتابة ليلا وأقرأ نهارا فلما كان ذات ليلة كنت جالسا أنسخ في السراج وكان شتاء فنزل لماء في عيني فلم أبصر شيئا فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي وعلى ما فاتني من العلم فغلبتني عيناي فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فناداني يا يعقوب لم أنت بكيت فقلت يا رسول الله ذهب بصري فتحسرت على ما فاتني فقال لي أدن مني فدنوت منه فأمر يده على عيني كأنه يقرأ عليهما ثم استيقظت فأبصرت فأخذت نسخي وقعدت أكتب
*يحيى بن معين بن عون المري الغطفاني مولاهم أبو زكريا البغدادي
إمام الجرح والتعديل وأحد من انتهى إليه علم الحديث في عصره قال كتبت بيدي ألف ألف حديث قال الأمام أحمد كان ابن معين أعلمنا بالرجال وقال أبو سعيد الحداد الناس كلهم عيال على يحيى ابن معين
وذكر ابن عدي أن والد يحيى خلف له ثروة ضخمة ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم فأنفق ذلك كله على الحديث لما توسع في طلبه ورحلاته من أجله
ومن لطائف أخبار رحلاته هذه الرحلة التي سافر فيها مع صديقه الأمام أحمد بن حنبل من العراق إلى اليمن للسماع من الأمام عبد الرزاق ابن همام الصنعاني حافظ اليمن وفي العودة أراد أن يدخل الكوفة ليختبر الحافظ أبا نعيم الفضل بن دكين ويعرف حفظه وتيقظه ونباهته وكان يرافقهما في هذه الرحلة أحمد بن منصور الرمادي الثقة وهذا نصه يروي قصة هذا الاختبارقال أحمد بن منصور الرمادي خرجت مع أحمد ويحيى إلى عبد الرزاق أخدمهما فلما عدنا إلى الكوفة قال يحيى لأحمد أريد أختبر أبا نعيم فقال له أحمد لا تزيد الرجل إلا ثقة
فقال يحيى لابد لي فأخذ ورقة وكتب فيها ثلاثين حديثا من حديث أبي نعيم وجعل على رأس كل عشرة منها حديثا ليس من حديثه ثم جاءوا إلى أبي نعيم فخرج فجلس على دكان فأخرج يحيى الطبق فقرأ عليه عشرة ثم قرأ الحادي عشر فقال أبو نعيم ليس من حديثي اضرب عليه ثم قرأ العشر الثاني وأبو نعيم ساكت فقرأ الحديث الثاني فقال ليس من حديثي اضرب عليه ثم قرأ العشر الثالث وقرأ الحديث الثالث فانقلبت عيناه وأقبل على يحيى فقال أما هذا وذراع أحمد في يده فأورع من أن يعمل هذا وأما هذا يريدني فأقل من أن يعمل هذا ولكن هذا من فعلك يا فاعل ثم أخرج رجله فرفسه فرمى به وقام فدخل داره
فقال أحمد ليحيى ألم أقل لك أنه ثبت قال والله لرفسته أحب إلي من سفرتي
المصدر
الكتاب : الرحلة في طلب الحديث
المؤلف : أحمد بن علي بن ثابت البغدادي أبو بكر
الناشر : دار الكتب اتلعلمية - بيروت